Monday, September 15, 2008

رواية عزازيل

عزازيل والنقد الأدبى وابراهيم عبد المجيد

أخيرا خلصت رواية عزازيل .. دلوقتى اصبحت قرائتى بطيئة جدا

رواية عزازيل للكاتب يوسف زيدان .. الرواية بتتكلم عن فترة معينة فى التاريخ القبطى لمصر وبتدور احداثها من خلال رواية الراهب هيبا لمذكراته

القصة أدبيا عجبتنى جداا ..
ويمكن الجدل اللى ثار حوالين الرواية فى الفترة الأخيرة و خصوصا من قبل الكنيسة كان دافع اكتر ليا ومحفز انى اقراها

لو نفتكر رواية أهل الكهف لـ توفيق الحكيم
وأكتر من رواية لـ مصطفى محمود
و أولاد حارتنا لـ نجيب محفوظ
وأكتر من رواية لـ نوال السعداوى
و وليمة لأعشاب البحر لـ حيدر حيدر
وأخيرا عزازيل لـ يوسف زيدان

الروايات دى كلها ثار حواليها جدل كبير جدا ومعظما صودر و تم حظر نشره وقت نزولها

بسبب تناول المؤلفين وغوصهم فى بعض الأمور الدينية اللى بتعتبر تابوهات لدى الشيوخ والقساوسة موش من المفروض ان حد يقرب منها

كل فترة نسمع ان الأزهر أو الكنيسة معترضين على رواية ما وبيطالبو بمصادرتها لأنها قد تسبب فتن وشك عند الناس

أنا لما قريت القصة ماهمنيش أوى الخلاف اللى كان بين كنيسة الاسكندرية وكنيسة روما فى الوقت دا
ماهمنيش سلوك بعض القساوسة والرهبان لأنهم فى الآخر بشر عاديين .. موش ملائكة ولا أنبياء
ماهمنيش اختلاف الكنائس والباباوات حوالين طبيعة المسيح عليه السلام والعذراء مريم .. هل هو بشر هل هو إله هل العذرا أم الإله .. هل الرب تجسد فى المسيح .. أم هو صورته على الأرض .. أم هو مبعوثه ورسوله

كل الجدل دا ان دل على شئ من خلال سياق الرواية .. فهو بيدل على ان الصراع والجدل والحروب فى بعض الوقت بين الكنائس وقتها ماكانش خوف على الإيمان أو الدين او خوف على الناس من فتن وشك .. وانما كان صراع مصالح وسطوة و نفوذ .. بسبب قوة الكنيسة فى العصور دى بالنسبة للحكم والتأثير فى قرارات الدولة

بالمناسبة انا حضرت ندوة للكاتب ابراهين عبد المجيد يوم الجمعة اللى فاتت فى مكتبة الشروق فرع الكوربة .. الراجل دا حديثه ممتع بشكل ماحصلش .. دار بينا من موضوع لموضوع وربط بين كل احداثنا المعاصرة والتاريخية بكل سلاسة وماحسيناش بالوقت وكان نفسنا نكمل للصبح

فى وسط حديثه كان اتكلم عن الخلافة الاسلامية وفترات الفتنة .. فى الآخر وصلنا لنفس النقطة .. ان فى كثير من الأوقات فى ناس بتتخذ الدين وسيلة او ستار ويكون الهدف الرئيسى السلطة والحكم والنفوذ

قصة عزازيل ممتعة جداا ومشوقة لأقصى درجة

و فى بعض الناس بتهاجم من غير مايكونو قروها أساسا .. زى ماحصل فى حلقة العاشرة مساءا لما كانت منى الشاذلى مستضيفة مؤلف الرواية الدكتور يوسف زيدان والدكتور يحيى الجمل والأنبا بيشوى
كتير ناس اتصلو يهاجمو الرواية والمؤلف وهما ماقرأوهاش أصلا لكن من منطق .. انت ازاى تهاجم او تشوه او تذكر شئ ما او حدث ما يسئ للدين الفلانى او الشخصية الدينية الفلانية

اتذكر بردو على قناة الحياة كانو استضافو الدكتورة نوال السعداوى وشيخ من الأزهر لمناقشة روايتها الأخيرة اللى الأزهر اعترض عليها ... النكتة ان الشيخ اللى مستضيفينه ماقراش الرواية واثناء الحلقة اتصلت الدكتورة سعاد صالح تشارك فى الحلقة وبردو كانت ماقريتش الرواية

شئ صعب ومستحيل و غير منطقى تماما انى احكم على كتاب ما من غير قراءته
ولازم نفرق بين عمل فنى ,, رواية أدبية ,, وبين دراسة نقدية أو بحث
ان شاءالله حبدأ الفترة الجايا فى رواية نون لـ سحر الموجى

Monday, September 8, 2008

ثورة 2053 البداية

ثورة 2053 البداية

لسه من يومين مخلص رواية ثورة البداية للكاتب محمود عثمان .. الرواية جميلة جدا .. أظن انها تصنف تحت بند روايات الخيال العلمى وان كانت دسمة جدا بمعانى وافكار انسانية كتيرة
أول شئ خطر لذهنى هو رواية يوتوبا للكاتب أحمد خالد توفيق .. واشتراك الروايتين فى النظرة التشاؤمية المبنية على واقع حى عايشينه كلنا لمستقبل مصر والمصريين
والواحد طبعا المفروض مايفقدش الأمل خالص .. دى مجرد رؤيا للكاتب ممكن ناخدها كتنبيه او تحذير اننا فى طريقنا للحال دا اللى وصفه فى الرواية
سواء يوتوبيا او ثورة البداية فالروايتين رغم الاكتئاب اللى بيصيب الواحد بعد قراءتهم .. الا ان فى شعور بالراحة بيصاحب الاكتئاب دا موش عارف ازاى .. ويمكن اصلا سبب الاكتئاب هو احساسنا ان التصور دا موش بعيد ولا خيال لأن الوضع الحالى يعتبر صورة مصغرة منه .. كمان شعور بمتعة كبيرة جداا .
حاليا وضعنا كالتالى :
فساد – جهل – انعدام للضمير – طغيان مبدأ المكسب بأى وسيلة او طريقة مشروعة او غير مشروعة
غابة بنصنعها بإيدينا بتوضح كل ملامح القبح اللى فينا
واللى قرا الرواية حايلاقيها قصة واقعية موش خيال علمى طالما بنينا الاحداث على الواقع دا
انا استمتعت جداا بقراءتها .. وبدأت أبحث عن اصدارات اخرى للكاتب محمود عثمان بس للأسف مالقيتش
دى قصاصات من الرواية

( عقلك كأداة يعجز عن العمل فى الحاضر .. الحقيقة الوحيدة التى نلمسها . المخ . فسيولوجيا .. لا يستطيع العمل سوى فى تحليل الماضى أو التخطيط للمستقبل. وكلاهما وهميان غير حقيقيين . الماضى هو رؤيتك المنقوصة لما حدث وهو إما يدفعك عند تذكره إلى الإحساس بالحنين لشئ أصبح ليس له وجود أو يشعرك بالذنب من شئ اقترفته تعجز عن تغييره . أما المستقبل فهو وهم لا تستطيع التحكم به أو حتى التنبؤ به . إذا عقلك هو آخر أداة تستطيع أن تستعين بها لتدرك الحقيقة وتحيا . )

( السعادة الحقيقية بخلاف لحظات الاستمتاع دائمة لا تزول . لحظات الاستمتاع يخلقها عقلك حتى تستطيع ان تستمر فى الحياة التعيسة . فتصبح لحظات الاستمتاع مثل الجزرة التى يقدمها لك عقلك فى قمة منحنى تصل اليه للحظات ثم تهبط بسرعة الى القاع . لتعيش فى كآبة مرة أخرى حتى يجد عقلك محفز آخر للإستمتاع ليغريك أن تلهث وراءه حتى تفوز به و هلم جرة . و فى النهاية يتحول هذا الى نمط حياة لا يمكن تصور وجود شئ مغاير له. )

(
كانت الأوتوبيسات على وجه الخصوص مكتظة بالركاب المكدسين بصورة غير آدمية . علت وجوههم مسحة من الضيق والسخط الشديدين . تساءلت و أنا أتطلع الى كل هذه الوجوه العابسة فى الأوتوبيس الذى توقف بجوارى .
لماذا هذا الشعور العام بالتبرم والسخط ؟
ألم يعتادوا بعد ازدحام المواصلات ؟
أهناك أمور يعجز الانسان عن التكيف معها ؟
إذا كان الشعور بالسخط عاما فلما لا يعترضون ؟
أفهم أن يستسلموا إذا اعتادو أو تكيفو مع الوضع .. ولكنهم لا يبدو عليهم التقبل مطلقا !!
ما القوى الجبارة التى تجبرهم على الرغم من معاناتهم اليومية على ان يتحملوا فى استسلام واقعهم المحبط ؟
)

( يوجد على الأرض موارد تكفى لكى تحيا البشرية كلها فى رخاء دائم .. ولكن لا يوجد على الأرض ما يكفى لإرضاء جشع و شره رجل واحد ! )

( الإنسان يعيش حياته مثل بهلوان يقضى كل وقته فى قذف خمس كرات فى الهواء بصورة متتابعة ليبدل بينها دون توقف . الكرات الخمس هى كرات العمل والصحة والأصدقاء والهوايات والعائلة . الكرات الأربع الأولى كرات مطاطية إذا أفلتت أيا منها وقعت على الأرض لترتد إلى يد البهلوان ليلتقطها بسرعة ليعيد قذفها . كرة العائلة الخامسة هى الكرة الوحيدة الزجاجية . إذا سقطت من يده فهى تتفتت إلى ملايين من القطع الصغيرة المتناثرة التى يستحيل تجميع أشلاءها مرة أخرى .. )